البقاء ل “اللاشيء
كنت اكتب من قليل على ملف وورد وعندما انتهيت وبعدما كنت اهم بمسح ما كتبت، قررت اني لا أريد أن الغي ما خرج عني من كلمات. دعني اصغ الأمر على النحو الآتي، أنا لا أكون موجودة حقاُ إلا عندما أتكلم عن وجودي، وهذا لا يحدث إلا على شكل كلمات.
لا أدري ما العلاقة التي تربطنا كبشر باللغة ولماذا علينا أن نعبر عن أنفسنا بالكلمات، لماذا لا يمكن لعقل الإنسان أن يستوعب ما يمر به إلا إذا تم رسم صورة كلامية عنه، آتساءل كيف سيكون الأمر لو كانت الأفكار تمر بأدمغتنا على شكل نوتات موسيقية مثلا او على شكل لوحة فنية ترسمها لتتذكر أحداث يومك أو لتناقش مستقبل عملك، أو ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر….أستوقفني آخر سؤال كوننا في سن الطفولة نكون قادرين على ترجمة هذه الأفكار كصور لما نريد أن نصبح عليه، يمكننا أن نتخيل ما سنرتديه أين سنعيش، وكيف سنبدو، يمكننا أن نرسم مشهداً، أشبه إلى فيلم أو مسلسل في أدمغة البعض…والآن تستوقفني كمية التناقض الذي أخوضه خلال أقل من 5 دقائق
قال أحدهم، أفضل أن أُرى كمتناقض على أن أُرى متحيزاً لفكرة، لا أدري إن كان الاقتباس دقيقا أم لا، أظن أن كاتب مشهور ما قال هذا عن كتاباته التي لا تخلو من التناقض، لا يهم…التناقض ربما يشعرني بالضياع أحياناً، كيف يمكن لإنسان أن يغير فكرته عن أمرٍ بهذه السهولة، بمجرد أن تخطر له فكرة أخرى تغويه، ليست الفكرة بحد ذاتها، وإنما الشك ما يثير الدماغ حقاً. الشك بأن كل شيء غير حقيقي وزائل حتى الأفكار أحدها تبقى للحظات والأخرى قد تبقى لسنوات ومن المؤكد أن هنالك من يرافقننا عند النهاية، ليس لكونها مميزة أكثر من غيرها، فالموت بحد ذاته نهاية الفكرة بذاتها، النهاية الحتمية التم لم تترك مجالاً للوقت بأن يقوم بما يجيده حقاً! فالفكرة التي أتتني عندما أتيت هنا ما لبثت إلى أن تبعثرت لتنسيني ما أردت قوله فعلاً، فمن تغويني الآن “الزوال